عالم ووركرافت…دليلك لسلسلة الأفلام و الكوميكس الجديدة!

Warcraft Story

العديد منا شاهد فيلم ووركرافت ولم يفهم الكثير من قصة الفيلم، من هو جولدان؟ ومن هو الحامي ماديف؟ ولما قام بفتح البوابة للأورك؟ وما السحر الاخضر الغريب هذا؟ العديد من الأسئلة التي لم يجيبها الفيلم، لأن هذا الفيلم مأخوذ عن سلسلة ألعاب و كوميكس ووركرافت، ويعتمد صناع الفيلم على أن مشاهدين الفيلم يعرفون اللعبة على الأقل ويعرفون قصتها، ولكن الكثير شاهدوا الفيلم وهم لا يعرفون اللعبة، أو يعرفون اللعبة ولكن لا يعرفون قصتها بالتفصيل ولم يتابعوا الكوميكس، وهنا سأحاول شرح بعض أساسيات عالم ووركرافت التي قد تساعدكم على فهم الفيلم وسلاسل الكوميكس و الأفلام القادمة!

بداية عالم ووركرافت والتايتنز

البانثيون – مقر التايتنز

بداية عالم ووركرافت غامضة، البعض يقول أنه خلق بواسطة خالق واحد، والبعض الآخر يقول أنه نتيجة حدث كبير (يشبه الإنفجار الكبير) أدى إلى خلق الكواكب في حالة شديدة من الفوضى. ولكن ما نعرفه أنه أثناء مرحلة الخلق، ظهر جنس قوي يسمى ”التايتنز“ وكانت مهمتهم هي جلب النظام للكون، ويطلق على قادتهم إسم البانثيون. وواحد من البانثيون ويسمى البطل سارجيرَس Sargeras، حارب من أجل جلب النظام للكون، وقام بسجن كل من يعارض تلك الفكرة، إلا أنه بمرور الوقت بدأ يشك في مهمته، لأنه رأى الكون يميل للفضوى، ويقاوم مهمتهم لجلب النظام، فإن كان الكون خلق من أجل النظام، لما هو في حالة فوضى شديدة، بل ويقاوم محاولتهم لفرض النظام؟! وهكذا أخذت تلك الأفكار تسيطر على عقل سارجيرَس، حتى تحولت مهمته من جلب النظام إلى خلق الفوضى، وتغيرت هيئته إلى هيئة نارية شيطانية، وترك البانثيون، وقام بتحرير كل قوى الشر التي قام بسجنها خلال آلآف السنوات، وأطلق عليهم اسم فيلق الإحراق أو Burning Legion كانت مهمتهم أن يعملوا ضد التايتنز، وتدمير النظام الذي يحاولون خلقه في الكون، ويغزون الكواكب لجلب الفوضى!

سارجيرس – التايتن المظلم

وفي تلك الأثناء كان التايتنز يجهلون ما يفعله سارجيرَس وفيلق الإحراق الخاص به، مستكملين مهمتهم في تنظيم وتشكيل الكواكب كما يرونه مناسب لمهمتهم، حتى وصلوا إلى الكوكب الذي نعرفه الآن بإسم أزيروث Azeroth والذي كان في حالة فوضى شديدة، فقد كانت العناصر Elements تحارب بعضها البعض، ولكن رغمًا عن إرادتهم، فقد كانوا مستعبدين من قبل كيانات قديمة يطلق عليها اسم Old Gods أو الآلهة القدامى وهي كيانات قوية ومظلمة وهي كائنات تتغذى على الفوضى، فقام البانثيون والتايتنز بالحرب ضد سادة العناصر Elemental Lords والـ Old Gods وانتصر البانثيون وقاموا بنفي العناصر إلى عالم يسمى Elemental Plane حيث يستكملون حربهم بدون إيذاء العالم الحقيقي، وقاموا بسجن الكيانات القديمة Old Gods في أعماق الأرض وهكذا بدأوا بتشكيل الكوكب وجلب النظام له، وبعد أن تم تمهيد الكوكب للحياة أطلقوا عليه اسم كاليمدور ثم غادروا الكوكب ليستكملوا مهمتهم في أنحاء الكون!

سادة العناصر

بئر الخلود وحرب القدماء

بئر الخلود

نشأت الحياة على كوكب كاليمدور وظهر العديد من الأجناس، ومنهم النبلاء الإيلف، الذين كانوا يتمتعون بقوى سحرية كبيرة، يستمدونها من بئر يطلق عليه اسم بئر الخلود Well of eternity ولا يُعلم على وجه التحديد مصدر هذا البئر، قد يكون التايتنز قد تركوه وراءهم أو قد يكون قد نشأ بنفسه عند مولد كوكب أزيروث، ولكن على كل حال فإن هذه القوى السحرية العظيمة قامت بلفت أنتباه سارجيرَس وأتباعه، وهكذا إندلعت حرب تسمى بحرب القدماء War of the Ancients بين سارجيرَس وأتباعه من ناحية وبين كل أجناس أزيروث من ناحية أخرى، وكانت حربًا ضاريةً وشرسة، واستطاع أجناس أزيروث في النهاية التغلب على سارجيرَس، ولكن كان هذا بمقابل تدمير بئر الخلود لأن سارجيرَس كان يستمد قوته منه في ذلك الوقت، وأدى تدمير البئر إلى إنفجار كبير قام بتقسيم أرض كاليمدور إلى عدة قارات حتى أصبحت أزيروث التي نعرفها اليوم!

حرب القدماء

قبل حرب القدماء بقرون طويلة عثر سارجيرَس على كوكب يسمى آرجوس Argus وعلى هذا الكوكب كان يوجد جنس قوى للغاية يسمى الإيريدار Eredar وكان لديهم ثلاثة قادة أقوياء، أركيموند Archimonde وكيلجايدن Kil‘jaeden وفيلين Velen وأدرك سارجيرَس قوة هذا الجنس وأراد أن ينضموا معه إلى فيلقه. ووعدهم سارجيرَس بقوة لا نهائية ومعرفة بلا حدود وأتباع وعبيد مخلصين إن هم انضموا له، وعلى الفور انضم أركيموند وكيلجايدن لفيلق سارجيرَس، ولكن فيلين أدرك شرور سارجيرَس فقام بجمع أتباعه وغادر كوكب آرجوس وأطلقوا على أنفسهم إسم دراناي Draenei والذي يعني المنفيون Exile Ones، إلا أن كيلجايدن لم يعجبه هروب فيلين واعتبرها خيانة وإهانة شخصية له وقرر أن يطارد فيلين وأتباعه وأن يجدهم حتى لو كلفه هذا آلاف السنوات!

الدراناي

كوكب درينور وجولدان وسبب غزو آزيروث

أخذ كيلجايدن يطارد فيلين وأتباعه، وكلما استقر فيلين والدراناي كان كيلجايدن يعثر عليهم ويرسل الفيلق على أثرهم، إلا أن فيلين كان يشعر بقدومهم ويهرب في الوقت المناسب، وهكذا استمر فيلين في الهرب من كوكب إلى كوكب حتى وصل إلى كوكب أطلقوا عليه إسم درينور Draenor ولكن هذا الكوكب لم يكن مهجورًا فعلى سطحه يعيش العديد من الأجناس ومنهم الأورك Orc الذين كانوا يتبعون طريقة من السحر تسمى الشامان Shaman وهي تمكنهم من الحصول على مساعدة عناصر الطبيعة Elements واستطاع فيلن والدراناي أن يعيشوا في سلام بين الاورك لقرون طويلة، حتى استطاع كيلجايدن العثور عليهم مجددًا، ولكن هذه المرة لم يقم بإرسال الـBurning Legion لكي لا يتكرر نفس الأمر بل قام بالتفكير في خطة جديدة، وهي أن يقوم بإفساد الأورك والسيطرة على عقولهم كي يقومون بمحاربة الدراناي بالنيابة عنه.

كيلجايدن

وهكذا زرع كيلجايدن الخوف والشك في نفوس الأورك تجاه الدراناي، وعرض عليهم القوة التي تمكنهم من قتالهم ووهبهم ساحر الـFel الأخضر الذي حول الأورك إلى مشعوذين Warlocks وهكذا إندلعت الحرب بين الأورك والدراناي حتى وصلوا إلى معركة أخيرة وحاسمة قرب مدينة Shattrath التي تحصن بها الدراناي، فعرض كيلجايدن على نارزول Ner‘zhul شرب دماء الشيطان مانوروث Mannoroth والذي عن طريق شرب دمائه يحصل الأورك على قوى شيطانية مخيفة تمكنهم من هزيمة الدراناي، إلا أن نارزول رفض أن يشرب قادة الأورك دماء مانوروث فإتجه كيلجايدن إلى تلميذه جولدان Gul‘dan والذي خان معلمه نارزول وأقنع سادة الأورك أن دماء مانوروث هي هبة ستمنحهم قوة كبيرة، وبالفعل شرب الأورك الدماء وحصلوا على القوة وغزوا مدينة شاتراث وقتلوا كل رجل وامرأة وطفل وجدوه في المدينة، وشاهد كيلجايدن ومانوروث الحرب وعرفوا أن فيلين وأتباعه تم تدميرهم وأن مهمتهم قد تمت على هذا الكوكب، وهكذا تركوا كوكب درينور والأورك إلى مصيرهم الخاص!

الشيطان مانوروث

ولكن ما لم يعلمه كيلجايدن أن فيلين كان قد تمكن قبل الحرب من الهرب مع بعض أتباعه والاختباء بعيدًا عن أنظار الأورك وكيلجايدن زانجرمارش Zangarmarsh عالما أنه وأتباعه لهم مهمة كبيرة في المستقبل وأن معاناته ستنتهي في يومٍ ما ولكن هذه قصة أخرى لا تتعلق بفيلم ووركرافت الآن!

فتح البوابة المظلمة

بعد أن غادر كيلجايدن الكوكب وترك الأورك لمصيرهم وجد الأورك أن كوكبهم قد أصابه الخراب والدمار، كما أن دماء الشيطان مانوروث قد أصابتهم بالجنون وانقلبوا على بعضهم البعض في قتال وحروب مستمرة، وأصبح على جولدان أن يجد حلًا لشعبه، في تلك الأثناء كان سارجيرَس يواجه أجناس أزيروث في حرب القدماء، وتعرض لهزيمة قاسية وأدرك سارجيرَس والـBurning Legion أنهم لن يستطيعوا الإنتصار على أجناس أزيروث بسهولة فنشأت في عقلهم خطةً أخرى. وهكذا تواصل سارجيرَس مع جولدان وأخبره بوجود كوكب أزيروث، وهو كوكب مليء بالأشجار والمياة، والكثير من الأعداء ليقاتلهم الأورك بدلًا من قتل بعضهم البعض، ولم يكن سارجيرَس يهتم بالأورك بل يهتم فقط بتدمير أزيروث، وحتى لو انهزم الأورك فإنهم سيضعفون الكوكب بشكل كافي لكي يقوم الـ Burning Legion بغزوه وتدميره وهكذا تم فتح البوابة المظلمة بين درينور وأزيروث عن طريق ماديف Medivh ولكن من هو ماديف الحامي الأخير ومن هم حماة أزريوث الـGuardians؟!

مجلس تايرسفال وحماة آزيروث

القلعة البنفسجية، حصن مدينة دالاران المركزي

بعد انتصار أجناس أزيروث على سارجيرَس وتدمير بئر الخلود قرر السادة النبلاء والإيلف تحريم استخدام السحر لأنه قد يجذب أنظار الـBurning Legion مرةً أخرى، إلا أن مجموعة من الإيلف النبلاء نبذوا هذا القرار وغادروا متجهين إلى الجزء الشرقي من أزيروث حاملين معهم قارورة بها مياة من بئر الخلود كان مالفيوريان قبل تدميره قام بالحفاظ على مجموعة من القوارير استخدمهم في عمل بئر خاص بالـNigh Elves بعد ذلك، إلا أن الإيلف النبلاء الذين غادروا أطلقوا على أنفسهم اسم الـHigh elf أما الجزء الشرقي كان به أجناس أخرى مثل البشر ومردة الغابة Forest Trolls والـGnomes. قام الإيلف بتشييد مدينة خاصة بهم واستخدموا قارورة مياه بئر الخلود في عمل بئر جديد اسمه بئر الشمس Sun Well واستخدموا السحر بحذر وحرص لكي لا يجذبوا أنظار سارجيرَس. إلا أن الترولز الذين كانوا في حالة عداء مع البشر أصبحوا في حالة عداء مع الإيلف أيضاً، وطلب الإيلف من البشر التحالف معهم في الحرب ضد الترولز ووافق البشر بشرط أن يقوم الإيلف بتعليم 100 من البشر استخدام السحر، و وافق الإيلف ودارت الحرب بين البشر والإيلف من ناحية والترولز من ناحية أخرى وانتهت بهزيمة ساحقة للترولز!

الترولز

قام الإيلف بتعليم البشر السحر والذين قاموا بإنشاء مدينة خاصة بهم اسمها دالاران Dalaran وقد جذبت دالاران أنظار من يرغبون في تعليم السحر، أو من يرغبون في خدمة السحرة مقابل المأوى والطعام، إلا أن البشر استخدموا السحر بلا اكتراث فجذبوا أنظار الـBurning Legion مرة أخرى و وقام الإيلف بتحذير البشر من عواقب استخدام السحر وهكذا قرر الثلاثة أجناس البشر والإيلف والـGnomes بتكوين مجلس لحماية أزيروث من الـBurning Legion وأطلقوا على هذا المجلس اسم مجلس تايرسفال Council of Tirisfal على أن يقوم أعضاء المجلس وهم أقوى مستخدمي السحر من الأجناس الثلاثة بتركيز قوتهم السحرية في شخص واحد يختارونه يكون هو حامي أزيروث.

ماديف

لمدة طويلة استمر حماة ترايسفال في حماية آزيروث من محاولات شياطين الـBurning Legion في محاولة تدمير الكوكب، حتى قبل 800 عام من غزو الأورك لكوكب آزيروث و أصبحت أجوين Aegwynn أم ماديف هي حامية أزيروث وقامت بمهمتها على أكمل وجه لمدة 500 عام قبل أن تواجه الـBurning Legion وسارجيرس الذي تظاهر أنه قد هزم ولكنه استغل تلك المعركة لزرع جزء منه داخل أجوين، بحيث عندما تكون أجوين حامل في ماديف يتسلل سارجيرَس إليه وينتظر اللحظة المناسبة ليكمل خطته، واستطاع سارجيرس بالفعل إفساد روح ماديف والاستحواز على روحه، ومن خلاله قام بالتواصل مع جولدان كي يقوم بفتح البوابة المظلمة بين آزيروث ودرينور ليبدأ غزو الأورك للكوكب ونصل إلى أحداث فيلم ووركرافت!

البشر ضد الأورك

وبالنهاية فإن قصة ووركرافت عميقة و واسعة للغاية و متشعبة بين سلاسل الألعاب و الكوميكس بل و الأفلام أيضاً الأن ولا يمكن شرحها كلها في مقال واحد أو عدة مقالات، ولكني حاولت أن أشرح كل ما له علاقة بالفيلم الأول الجديد لكي يستطيع القاريء أن يستمتع بمشاهدة فيلم ووركرافت ومشاهدة الأفلام التالية من السلسلة.

ولا تنسوا متابعة كوميكس ووركرافت المذهلة أيضاً و التي نشر بعضها هنا على كوميكس جيت على الروابط التالية و التي ستساعدكم على فهم المزيد من الأحداث الشيقة…
World of Warcraft: Issue 0
World of Warcraft: Issue 1
World of Warcraft: Issue 2
World of Warcraft: Issue 3

Share Button
Avatar photo

أحمد صلاح المهدي

كاتب مصري، تخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة. هو مؤلف وناقد ومترجم، متخصص في أدب الفانتازيا والخيال العلمي، وقصص الأطفال واليافعين، فكتب عدة مقالات أدبية ونقدية على المواقع العربية، ونشر عددًا من قصص الأطفال في مجلة فارس المصرية. له روايتان منشورتان في مصر بعنوان "ريـــم" وهي من أدب الخيال الغريب و"ملاذ: مدينة البعث" من أدب ما بعد الكارثة الذي يعد فرعًا من الخيال العلمي، ورواية "الشتاء الأسود" في الأردن عن دار آمنة للنشر والتوزيع، كما نشر له قصة الأطفال "الأرنب الشجاع" عن دار أصالة بلبنان بالتعاون مع مؤسسة الفكر العربي. نُشر له الترجمات العربية الأولى للأعمال التالية: رواية "الإله العظيم بان" للكاتب الويلزي آرثر ماكين، ورواية "الوينديجو" للكاتب البريطاني ألجرنون بلاكوود، وقصة الخيميائي لهوارد فيليبس لافكرافت. كما ترجم رواية "النجم الأسود" من أدب الخيال العلمي لمنصة ستوري تيل للكتب الصوتية. ساهم أيضًا بترجمة عددٍ من الروايات المصورة فشارك مع مجموعة كلمات للنشر بالشارقة بترجمة عدة كتب كوميكس وهي "بطل الظل" و"اسم المستخدم إيڤي" و"القلب والعقل" و"خربشات سارة"، بالإضافة لترجمة رواية "التنين الأخير" التي نشرت على موقعيّ بوابة الكوميكس و عرب كوميكس في مصر.

لا توجد أراء حول “عالم ووركرافت…دليلك لسلسلة الأفلام و الكوميكس الجديدة!

اترك رد