عالمنا الخاص ـ عالم الكوميكس

[عفت عفيفى 3]

قد يحب البعض عالم الكارتون وقد بقضل البعض عالم الانيمى والمانجا
ولكن بكل تأكيد الكل هنا يعشق الكوميكس بوجه عام
وسر عشقنا لهذا العالم الجميل انما يتمثل فى حبنا لشخصياته المتعدده بخيرها وشرها التى ربما تطلعنا ان نكون جزءا منها فى صبانا ولم نستطع هجرها ابدا
ودراسة اليوم هى دراسه تلقى النظر من قريب على ما عشقناهم وتابعناهم وحلمنا بهم وتصورنا انفسنا نجول معهم فى عوالمهم الخياليه وربما حلمنا ان تكون لنا قواهم او مواهبهم ونخوض نحن مغامراتهم
فهيا معا نجول فى هذا العالم اللذيذ الذى اخترنا بمحض ارادتنا ان نكون جزءا منه.
إذاً... شخصيات عديدة ربما نتعرف إليها عن قرب فنصنفها ضمن فئات، فهي إما شخصيات ذات أزياء خاصة مثل (بات مان) و(سوبرمان) وغيرهما، أو أنها شخصيات لأبطال متشبهين بالحيوانات مثل الرجل العنكبوت أو المرأة القطة (كات ومان Cat woman)، أو شخصيات من عصور مضت مثل (زورو)، أو أن تلك الشخصيات هي مزيج من هذا كله، أو أنها شخصيات من الخيال العلمي، أو أخرى بوليسية، أو من الحيوانات مثل (سكوبي دو)، و(سلاحف النينجا).‏

ولا ننسى أن نذكر أن هؤلاء الأبطال منهم الطيب الذي يسعى إلى الخير، ومنهم الشرير الذي يريد أن يدمر كل شيء أو أن ينتقم، ومنهم المسلي والمضحك ذو الحضور الخفيف. وعلى الرغم من أن أبطالنا هؤلاء قد عاشوا بيننا، أو بعبارة أصح قد عرفناهم منذ سنوات طويلة، وبلغوا أعماراً قد تفوق ربما أعمار الآباء لكنهم لم يهرموا أو يشيخوا.. والسبب أنهم يتطورون مع الأحداث التي يعيشونها في القصص التي تنسج حولهم، وقد يتأقلمون مع أزمان أكثر حداثة من الأزمان التي ولدوا فيها مثل (زورو) البطل الذي خرج إلينا من قرن ماضٍ لينسجم مع زمننا هذا.‏

ولو توقفنا عند شخصية الشبح (فانتوم) مثلاً لوجدنا أنها أولى الشخصيات التي ظهرت من فئة الشخصيات ذات الأزياء الخاصة، وكان أول ظهور لها عام 1936، وقد عرف صاحبها بردائه العريض الواسع والطويل والذي يصبح أداة لانتقاله من مكان لآخر، ومن عالم إلى سواه. والشبح لا يظهر إلا مقنعاً، ولكنه قد يظهر بين الناس في زي عادي على أنه (كيت ووكر) الذي لا تغيب النظارة الشمسية عن وجهه. أما قناع الشبح فهو يشكل عنصر الإثارة نحو شخصيته فيكافح خصومه لرفع قناعه هذا عن وجهه في محاولة لمعرفة شخصيته، ولكن هذا لا يتم إلا عندما يكون البطل المقنع غائباً عن الوعي.‏

إذاً فإن ملامح هذه الشخصية مستوحاة من الزمن الذي انبثقت منه، فالأشباح لم تكن بعيدة عن الأذهان في النصف الأول من القرن الماضي، وكانت تروّع الكبار قبل الصغار، ولعلها انقلبت الآن إلى المجرمين الملثمين وإلى القتلة المجهولين.‏


أما سوبرمان (Super Man) فقد كانت له شخصية ذات مواصفات فريدة ظهرت لأول مرة عام 1938، وصاحبها ليس من سكان الأرض بل هو قادم إليها من كوكب (كريبتون) الخيالي الذي انفجر بعد نجاة بطلنا، وهبوطه في مركبة فضائية فوق كوكبنا. جاء سوبرمان إلى الأرض صغيراً، وعاش فوقها مع زوجين عجوزين ليس لهما أولاد حتى أصبح شاباً ناضجاً يملؤه النشاط، ويتحرك جسمه بقوى خارقة يسخرها عادة لخدمة سكان الأرض. ولماذا لا يساعد الضعفاء ويقوم بأعمال الخير ما دام يمتلك هذه القوة الجبارة، وتلك السرعة الفائقة في الحركة، والرؤية الخارقة التي تستطيع أن تخترق حتى الجدران السميكة؟ ويظهر سوبرمان مرتدياً زياً خاصاً به مشدوداً على جسمه بإحكام تبرز معه عضلاته المفتولة القوية.‏

واستحقت هذه الشخصية التي جسدت طموح الصغار في التفوق أن تُكرس كشخصية رئيسية في مجلة تحمل اسم البطل (سوبرمان) وفي طبعة عربية أيضاً، وتزخر بمغامراته المثيرة على مدى عقود من الزمن، حتى إن أفلاماً سينمائية ظهرت أيضاً حول الشخصية وهي تحمل بالتالي اسم (سوبرمان).‏

ولعله هو الآخر منبثق عن فكرة راودت فيلسوفاً ما بأن إنساناً متفوقاً سوف يبرز في العالم، ليس بقواه الجسدية فقط بل بإقدامه ومغامراته الخيرة للبشرية، فهل نقول إن هذا السوبرمان قد ينقلب الآن إلى شرير بحسب مواصفات هذا الزمن، أو أن يكون من نتاج الهندسة الوراثية للجينيوم البشري؟‏



والرجل الوطواط (باتمان) لا يعدو أن يكون تلبساً بالعلم ومعرفة خصائص الوطواط بدقة ومتابعة علمية، فإذا بهذه الشخصية الخيالية تظهر عام 1939 فتتميز بزيها الخاص الذي يعبر عن الوطواط، فكانت شخصية فريدة جمعت بين الشخصيات ذات الأزياء الخاصة والأخرى المتشبهة بالحيوانات، وتلك المقنعة المزدوجة، وفي الوقت ذاته هي شخصية بوليسية أيضاً ولدت عبر صفحات مجلات (الكوميكس) لتقوم بمغامرات ومطاردات نتيجتها تحقيق العدالة، والانتصار على الجريمة والمجرمين والأشرار. ودوافع البطل إلى ذلك تعود إلى اليوم الذي سلب فيه المجرمون من أبيه الحياة فقرر أن يدافع عن الحق ولو اضطر إلى معارك شرسة يخوضها مع خصومه.‏

ولم تقف السينما عاجزة أمام هذه الشخصية المثيرة فقد قامت شركة (وارنر براذرز) بإنتاج فيلم يحمل اسم (بات مان) عام 1943، ومن ثم توالت الأجزاء الأربعة الأخرى وصولاً إلى فيلم (عودة بات مان). أما التلفزيون فقد كان له نصيب أكبر في عرض عدد غير قليل من الحلقات التلفزيونية عن مسلسل الرجل الوطواط صديق الشرطة المفضل الذي لاقى نجاحاً كبيراً، وحلقات أخرى من الرسوم المتحركة، بينما كرست مجلة (D.C كوميكس) لهذه الشخصية حتى في الطبعة العربية منها والتي صدرت في الستينات من القرن الماضي. و(بوب كاين) الفنان الأمريكي الذي ابتكر شخصية بات مان يقول إنه استلهمها من الرسومات المستقبلية للفنان العالمي الأكثر شهرة (ليوناردو دافنشي)، وقد بدا فيها رسم لرجل له قدرة على الطيران إذ يستعير في سبيل ذلك جناحي وطواط.‏




ونأتي إلى المرأة القطة (كات ومان Cat Woman) فنجدها شخصية منحرفة أكثر منها شريرة إذ إنها تهوى سرقة التحف الثمينة، وتساعدها في ذلك مهاراتها البهلوانية التي تمكنها من تحقيق مغامراتها، لكنها في الوقت ذاته تهتم أيضاً بالحياة البرية وتحرص عليها بدليل أنها تستضيف في منزلها عدداً كبيراً من القطط الشاردة، وهي تراقبها، وتتعلم من سلوكياتها حتى غدت (سلينا) أو (الكات ومان) تعتمد على أظافرها كسلاح تدافع به عن نفسها، هذا بالإضافة إلى الكرباج الذي تحتفظ به فوق خصرها.‏

وحفلت صفحات مجلة (D.C كوميكس) بمغامرات (الكات ومان)، وكذلك أفلام الشاشة الأمريكية، لكن البطلة تطورت شخصيتها مع الزمن فظهرت لنا من جديد في السينما وعلى صفحات المجلة على أنها البطلة الطيبة التي لم تعد كما كانت


أما (تان تان) والذي يذكره كثير منا فهو شخصية كرتونية لطيفة لشاب صحفي نشيط وذكي يقوم بمغامرات لا تنقطع يخوض فيها بحاراً وجبالاً وغابات، ويسافر معها عبر بلدان عديدة، ولكن ما أكثر المآزق التي يقع بها والورطات التي يتخلص منها. أما كلبه الوفي (ميلو) فهو الرفيق الذي لا يفارقه.‏

ورغم مرور أكثر من سبعين عاماً على ولادة شخصية (تان تان) هذه لكنها ما تزال تحتفظ بشبابها وحيويتها، وتقوم بمغامراتها، وتتعرف إليها أجيال جديدة من الصغار، رغم غرابتها وأفكارها المضمرة فإن الأطفال يحبونها وهم صغار، ويفهمونها وهم كبار من خلال مواقفها التي لا تخلو من الهزء ببعض الشعوب.‏

أما جنسية (تان تان) فعلى الرغم من أن مبتكرها هو البلجيكي (جورج ريمي هيرجيه) وأنها ولدت في مدينة بروكسل إلا أنها اعتبرت شخصية أوروبية تعبر عن الإنسان الأوروبي العادي بمظهرها البسيط والمميز بآن معاً.‏

وتتصف مغامرات (تان تان) التي لا تتجاوز (22) مغامرة تحفل بها المجلة التي تحمل اسمه بأنها تعتمد على الذكاء والمهارة دون اعتمادها على القوى الخارقة مما حقق لشخصية تان تان شعبية واسعة في أوروبا، والعالم العربي خصوصاً بعد أن تابعه الصغار على صفحات الطبعة العربية من المجلة، وشاهدوه على الشاشتين الكبيرة والصغيرة في أفلام تحمل اسمه أيضاً.‏



وهنا نأتي إلى شخصية فلاش (Flash) أو البرق، وهو عامل بسيط يتعرض يوماً لصدمة كهربائية قوية تغير من طبيعته، وتكسبه صفات خارقة لم تكن موجودة لديه كالسرعة الكبيرة في الحركة والتي تشبه البرق، والمغامرة والنشاط. فيقوم فلاش بمغامرات ليلية لا تخلو من الأخطاء والحماقات حتى يدرك في يوم خطأه عندما تنقلب تلك القدرات ضده فيرجع إلى صوابه وهو لا يكف مردداً: احترس فإن البرق في الطريق




و(فلاش غوردون) ليس أكثر من إنسان عادي بسيط لكنه يتمتع بالشجاعة وحب المغامرة، ما يجعله يخوض التجارب الصعبة بغاية فعل الخير والقضاء على الشر في العالم. وكان الظهور الأول لهذه الشخصية في يناير عام 1940 على صفحات مجلة خاصة بها هي مجلة (فلاش كوميكس). وبعد ذلك عرفت شخصية فلاش من خلال صفحات مجلة (سمير) مع غيرها من الشخصيات. كما قامت سينما هوليود بإنتاج فيلم يحمل اسم (فلاش غوردون) مثل فيه ممثلون مشهورون.‏



وها هو (طرزان Tarazan)... ومَنْ منا لا يعرف من هو طرزان يقفز أمامنا كبطل أسطوري خارق يتمتع بقوى جسدية كبيرة، يعيش في الغابات، ويصادق الحيوانات وقد نشأ بينها في الغابة بعد أن قذفت به أمواج البحر إلى الشاطئ، وقد كان مع والديه فوق سفينة سرعان ما تقاذفتها الأمواج حتى تحطمت وغرقت ومعها الوالدان.و عاش (طرزان) حتى غدا شاباً مملوءاً بالحيوية والنشاط يتنقل في مجاهل الغابات وهو يتسلق الأشجار، ويقفز فوق أغصانها بمهارة فائقة مطلقاً صيحته الشهيرة، هازماً الأقوياء، ناصراً للضعفاء، حتى أصبح رمزاً للقوة والشجاعة والألفة مع الحياة البرية.‏

لكن طرزان هذا لم يعش إلا لأنه كان يحمل معه منذ طفولته بذور إنسانية وحضارة... إلا أن طرزان في الوقت ذاته لم يكن بعيداً عن قصة (روبنسون كروزو) مع الفارق في الرمز بينهما، فطرزان تابع إنسانيته بما يتآلف مع واقع جديد، بينما (روبنسون كروزو) المأخوذ أو المستوحى من (حي بن يقظان) لابن طفيل فقد تابع تفكيره في الخلق، وفي التساؤل عن منبع الإنسان ومصيره،




ومن أبطال قصص الخيال العلمي يطل باك روجرز (Buck Rogers)، الذي احتفت أميركا في يناير عام 1929 في أول ظهور له من خلال حلقات الستربس التي اقتبست عن رواية (فيليب نولان)، وأصبحت بالتالي شخصية (باك روجرز) الشخصية السينمائية الأشهر بلا منازع، وليصبح بعد (50) سنة بطلاً تلفزيونياً شهيراً أيضاً.‏

و(باك روجرز) هو ذلك المغامر الجريء الذي امتطى مركبة فضائية تسافر به عبر الزمن إلى كواكب أخرى بعد أن دمرت الأرض بفعل انفجار نووي هائل. لكن مركبته الفضائية عانت كثيراً من مشاكل تقنية أعاقت مهمتها، وبقي (باك روجرز) في حجرة التجميد أعواماً عديدة حتى عاد إلى كوكب الأرض عام 2491 ليحط من جديد في مدينة شيكاغو الأمريكية، والأرض ماتزال مدمرة، فيقوم (باك روجرز) بمساعدة شخصيات أخرى ومنها رجل آلي يشبه البشر بمهمة رجل المستقبل في القرن الخامس والعشرين ضمن سلسلة من المغامرات والأحداث التي تحبس الأنفاس لفرط ما فيها من الإثارة والتشويق. وتقوم بالتالي شركات هوليود بتجسيد مغامرات (باك روجرز) ضمن سلسلة أفلامها الخيالية. وكانت الإذاعة قبلاً قد بثت أحداث تلك الحلقات عبر موجاتها، وكذلك فعل التلفزيون.‏

أما في عالم الكوميكس فقد كان (باك روجرز) أول شخصية فضائية مستمدة من عالم الخيال تظهر على صفحات مجلة (قصص مدهشة Amazing Stories)، وتتصدر مسلسلاتها صفحات الطبعة العربية من مجلة (العملاق باك روجرز)، وتجاوز عدد الدوريات التي نشرت قصص باك روجرز في العالم (400) صحيفة ومجلة.

و(بوباي Papay) ذلك الذي فتن أطفال العالم فهو بحار مغامر جريء، طيب القلب محب، وصغير الحجم، لكن صغر حجمه لا يمنعه من المغامرة وركوب الأمواج الصعبة حتى عندما يعترضه بحار آخر ماكر ومحتال وكبير الجثة هو (بروتوس)، وتدور أغلب مغامرات بوباي حول صراعه مع البحار الشرير لكسب صداقة فتاة نحيلة ذات صوت رفيع وحاد هي (زيت زيتون) أو (Olive Oil)، لكن ذكاء (بوباي) يقوده لاكتشاف فوائد نبات السبانخ وما يمنحه عنصر الحديد الذي يحتويه من قوة لجسمه الضئيل فيعتمد على ذلك النبات المفيد في استجلاب القوة عند الحاجة إليها، وفي مصارعة خصمه، أو للخروج من المآزق الخطيرة التي يقع بها، وخاصة عندما تكون برفقته محبوبته (أوليف أويل). ويميز الصغار شخصية (بوباي) على الفور إذا ما لمحوا قبعة البحار أو الغليون الذي ارتبط به كعلامة فارقة.‏

واحتفت مجلات الكوميكس بشخصية (بوباي) التي أحبها الصغار وتعلقوا بها، كذلك قامت شركات الرسوم المتحركة وأهمها (والت ديزني) بإنتاج سلاسل أفلام كرتونية تلفزيونية عديدة حول مغامرات بوباي الرجل البحار. تتميز مغامرات (بوباي) بالمرح والمفارقات المضحكة الخيالية التي لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع.‏

فما قول (بوباي) الآن في البحار وقد امتلأت بالسفن والغواصات وحاملات الطائرات والتلوث من كل الأشكال؟ وهل يستطيع أن ينجو من كل هذا أم أنه سيغير اتجاهاته؟‏

أما الشهرة والنجاح الكبيران اللذان تحققا لبوباي على الشاشة الصغيرة فقد كانا سبباً كافياً لأن تقوم هوليود بإنتاج فيلم سينمائي يقوم ببطولته الممثل (روبن ويليامز) ويحكي قصة بوباي


و(لوثر Luther) هو ليكس لوثر رجل الأعمال الثري والعصامي الذي يملك أكبر المعامل والشركات، كافح في حياته للحصول على المال حتى صار بيليونيراً، لكن لوثر يخدع الناس بمظهره الذي يوحي بالطيبة بينما هو ليس كذلك، والمهم بالنسبة له ألا ينهزم أمام أحد، بل إن عليه أن يهزم الجميع.‏

فهل أصبحنا الآن نجد أمثالاً للوثر هذا في الشركات العملاقة التي تلتهم العالم؟‏


وهكذا فإن (دير ديفل Dare Devil) الذي يتعرض في صغره لحادثة تفقده بصره تنمو لديه الحواس الأخرى كاللمس، والسمع، والشم، والذوق لتتحول تلك الحواس بالتالي إلى ما يشبه جهاز رادار حقيقي يزود صاحبه بقدرات خارقة، وخاصة بعد أن يقابل في شبابه معلم الفنون القتالية الذي يعلمه كيف يكون مقاتلاً شجاعاً، فينذر نفسه لمحاربة الجريمة تحت قناع دير ديفل الرجل الذي لا يعرف الخوف.‏

إلا أن الرادارات الآن وأقمار التجسس الصناعية لديها ما يكفي من القدرة على تلمس كل نبض في العالم للشر أكثر منه الخير.‏


ويأتي الرجل العنكبوت (Spider-Man) وهو ذلك الولد اليتيم (بيتر باركر) الذي مات والداه في حادث تحطم طائرة، وعاش مع عمه وعمته في أحد أحياء مدينة نيويورك. وبعد أن أصبح شاباً خجولاً وضعيفاً يتعرض ذات مرة إلى لدغة عنكبوت تجارب، وعوضاً عن أن يسري في جسمه سم العنكبوت القاتل تصبح لديه قدرات خارقة كالقوة الهائلة، والقدرة الفائقة على التوازن، والمقدرة على جعل بعض أجزاء من جسمه وخاصة اليدين والقدمين تلتصق بالأشياء التي يلمسها، فيسير فوق الحوائط كعنكبوت حقيقي. وسرعان ما يرتدي (بيتر) قناعاً، ويطلق على نفسه اسم (العنكبوت المدهش)، ويسخر قدراته في مصارعة المجرمين واللصوص.‏

وقد تشبه بالرجل العنكبوت بعض المغامرين فنجحوا في تسلق الأبنية تحت سمع العالم وبصره، فماذا كان دور الخيال سوى أنه خلق هذه البراعة التي تتقرب من الرياضة؟‏






و(بروس بانر) هو ذلك الأخضر (Hulk)، عالم الإشعاعات الذي كان ضحية تجربته حول أثر أشعة غاما على الحيوانات، إذ إن شعاعاً من تلك الأشعة ضربه ذات يوم وعوضاً عن أن يقتله سكب في عروقه طاقة غريبة حولته إلى عملاق أخضر اللون ذو قوة عضلية هائلة لا تصدق. لكن تلك القوة، وذلك التحول إلى الضخامة، واللون الأخضر كانا يستوليان على (بروس) في حالات الغضب الشديد فلا يستطيع أن يمنعهما، أو أن يسيطر على نفسه، أو حتى أن يفرق عندئذ بين خصومه أو أصدقائه، مسبباً بذلك إرباكاً كبيراً لمن يتعاون معهم من رجال الأمن والشرطة.‏

وكان الرجل الأخضر بطل سلسلة من أفلام التلفزيون الناجحة التي تحدثت عن تلك الشخصية الغريبة، كما كان بطل حلقات الستربس العديدة في مجلات الكوميكس.‏

ويا ليت هذا الرجل الأخضر يصبح رمزاً للبيئة بطاقته العجيبة فيكافح الاحتباس الحراري والتلوث البيئي وغير ذلك من مشكلات الأرض.‏


بانشر (Punisher)، ومعناها (المعاقب) اسم أطلقه فرانك كاسل على نفسه نتيجة شعوره بالذنب عندما لم يستطع إنقاذ أسرته من نيران القتلة. وأخذ فرانك على نفسه عهداً بأن يتحول إلى آلة قتال بشرية بعد أن أتقن فنون قتالية عدة، وتعلم استخدام الأسلحة وقيادة الطائرات، والدبابات، وغيرها، والتحق بقوات الجيش متحلياً بمزيد من الجرأة والشجاعة.‏

وأفردت مجلات الكوميكس صفحات لاستعراض بطولات هذا المقاتل الجبار، كما جسدتها الشاشة الكبيرة والصغيرة في أفلام ومسلسلات


(إكس مان Prof. X) هو (تشارلز)، الرجل الذي يدير مدرسة لذوي القدرات الخاصة، ويدرب تلامذته على استخدام القوى الكامنة في الإنسان، ولسبب مجهول يصاب (تشارلز) بالشلل فيستفيد من قدراته الفكرية والعقلية الكبيرة في تطوير مهاراته في تحريك الأشياء عن بعد، أو قراءة أفكار الآخرين، وغيرها من الخوارق ليستخدمها بالتالي في التصدي لقوى الشر في العالم.‏

وصدرت إحدى مجلات الكوميكس وهي (مارفل كوميكس Marvel Comics) لتفرد صفحات لمغامرات (أكس مان) ورجاله.‏

وكأن هذه الشخصية تمهد لاهتمام العالم بالقوى الذهنية أكثر من القوى الجسدية ما دامت الآلة تعوضهم، ويظل الفكر هو الأساس في التقدم.‏


أما (كابتن أميركا Captain America) الجندي (ستيف جرانت روجرز) الذي لم يكن سوى جندي عادي مثل باقي الجنود، ولكنه عندما تطوع ذات يوم لإجراء إحدى التجارب عليه كانت النتائج أنه اكتسب قدرة وطاقة جبارتين مكنتاه من العدو السريع، والقفز الطويل، ومزايا أخرى كثيرة أسعفته في التصدي لخصومه أو خصوم بلاده، حتى عرف باسم كابتن أميركا. فهل يا ترى يتشبه به الآن جنود كانوا صغاراً عندما ظهر كابتن أميركا؟‏

وأخيراً لن نغادر هؤلاء الأبطال دون أن نذكر (عنترة بن شداد) البطل العربي، وهو بطل حقيقي وليس بالأسطوري، ولكن بطولاته وشجاعته تكاد تكون أسطورية. وعنترة شاب عربي، وبطل قوي، أسود البشرة، كريم الخصال، يواجه الأعداء بقلب ثابت وعزيمة لا تلين، ويزمجر صوته كالأسد في أرجاء الصحارى والبوادي. وإذ يحب عنترة ابنة عمه (عبلة) تظهر رقته إلى جانب قوته في خصال الشهامة والأصالة والخلق الرفيع.‏

ولأهمية هذا البطل العظيم في التاريخ العربي فقد قامت إحدى مؤسسات النشر العربية (مؤسسة بساط الريح) بإصدار أعداد مجلة تحمل اسم (عنتر) وتنفرد بنشر السلسلة التاريخية المصورة لسيرة عنترة، كما تروي للصغار حياة ومغامرات هذا البطل من خلال فن الستربس.‏

وما أكثر الأبطال الرموز في حضارتنا التي قد تفوق كل ما ذكرنا مثل (سيف بن ذي يزن)، و(أبو زيد الهلالي)، والسندبادين البري والآخر البحري، وغيرهم كثير.‏


لم يقتصر فن الستربس على الشخصيات البشرية فقط بل إنه ابتكر شخصيات من الحيوانات أيضاً لعل من أشهرها (سكوبي دو) وهو كلب لطيف كبير الحجم يقوم بمغامرات مضحكة لا تخلو من الحماقة في بعض الأحيان، وسلاحف النينجا (Ninja Turtles) وهي أربع سلاحف عادية كأي من السلاحف التي نعرفها، ولكن مصادفة ما جعلت أجسام هذه السلاحف تتفاعل مع مادة خضراء غريبة عملت على تحويلها إلى أشكال شبه آدمية. واكتسبت أسماء آدمية بالتالي تشبه أسماء فناني عصر النهضة الأوروبية. وهكذا تبدأ مغامرات فريق سلاحف النينجا في تحقيق العدالة بعد أن حصلوا على سلاح النينجا الذي هو فن من الفنون القتالية اليابانية، يستخدمونه في محاربة الشر.‏

وقامت استوديوهات شركة (ميراج) بإنتاج سلاسل من أفلام الكرتون حول هذه الشخصيات الأربع. بينما قام الرسامون برسم شخصيات فريق النينجا في القصص المصورة التي كانوا أبطال
ليس هذا فقط بل إن شركة (كونامي) أنتجت جزأين من لعبة السلاحف على جهاز الكمبيوتر.‏



إذا كان كل هذا وغيره الكثير مما أنتجته مجلات الكوميكس والرسوم المتحركة فماذا سنقول عما تنتجه الآن ألعاب الفيديو والكمبيوتر وما تأتي به العوالم الافتراضية مما يفوق الخيال من حيث الصورة والتصميم والحركة بآن معاً؟‏

هل أصبحنا نتحرك في عالم هو أشبه بتلك العوالم الخيالية؟ ربما سيكون هذا أو أنه كائن الآن. إنما المهم أن تاريخ الكوميكس في العالم كان له دور ريادي في إطلاق الخيال وجموحه دون عوائق... خيال يتدفق فوق صفحات مجلات الكوميكس فيبدو وكأنه يتحرك فعلاً أمام العيون المندهشة للكبار حتى قبل الصغار.‏

ارجو ان اكون وفقت فى عرض ولو جزء صغير من ابطال عالمنا عليكم ولنا لقاءات ان شاء الله مع مجموعه اخرى من اطال عاشوا ولا يزالون يعيشون فى مخيلتنا وشكرا
ولا يفوتنى ان اشكر الاستاذه / لينا كيلانى التى كانت سباقه ببحث هذا الموضوع وشكرا.

[bassam40]

هذه ليست مشاركة
هذا بحث علمى قيم
ألف شكر اخى العزيز عفت
وجزاك الله خيرا

[nhfs49]

أعتقد أنّ ما قرأناه هو اطروحة تخرّج ألف شكر لك أخي على هذه الموسوعة الكبيرة.

[Human]

ماشاء الله ده موسوعة مش موضوع

[Fahd Destroyer]

[left]ما شاء الله عليك يا خبيرنا بعالم الكوميكس وتوابعه وفروعه ربي يحفظك ويبارك فيك
وعلى راسي ومئة وردة [/left]

[عدي حاتم البغدادي]

شكرا جزيلا اخي الغالي عفت مقالة فعلا شاملة ووافية ومفيدة ومنمقة دعواتي القلبية لك بالصحة والعافية والطمأنينة

[MOHAMED BAKR]

الكبير كبير

[الساحر الابيض]

يالسعادتى ...... لقد عادت موضوعات البطل تزين المنتدى
كنت ادخل الى المنتدى على استحياء منذ انقطاعك المفاجئ عن الموقع .....ولم لا فانت من اخذ بيدى وادخلنى الى الموقع وعرفنى كل جنباته ودهاليزه وفوق ذلك ادركت كم استفيد من الموضوعات الرائعه التى تتحفنا بها
والان عدت يا صديقى عودة مظفرة بموضوعات من اروع مايكون .........الف شكر لك وان كان الشكر لا يكفى وارجو ان تستمر بهذا الزخم لرفعة موقعنا الحبيب كوميكس جيت .......وشكرا

[المرأه المدهشه]

والله العظيم انت استاذ كبير
ماهذا الموضوع المتكامل وما هذه الصور الجميله التى تكمله وتزينه ......... لا بالطبع هذه رسالة دكتوراه فى الكوميكس
ماشاء الله عليك يا استاذنا القدير

[الرجل الخفى]

موضوعات جميله تستحق مكان الصداره بين كل المنتديات
لا تتوقف وامتعنا بكل جديد والف شكر.