ادب الاطفال على مر التاريخ

يحتوي على مقالات
و تحليلات ادبية
حول جميع شخصيات
الكوميكس و قصصها.
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
عفت عفيفى 3
المشرف العام السابق
المشرف العام السابق
التفاعلات: 10
مشاركات: 3655
اشترك في: الأربعاء سبتمبر 24, 2008 3:54 am
مكان: طنطا
النوع:
اتصال:

ادب الاطفال على مر التاريخ

مشاركة بواسطة عفت عفيفى 3 »

إن أدب الأطفال على الرغم من قدمه لم يحظ بالتدوين والدراسة كأدب الكبار.
ومعظم الحضارات والأمم القديمة لم تهتم بتسجيل حياة الطفولة عندها، أو أدب أطفالها لذاتها، وما وصلنا هو قليل نادر وكان متصلاً بعمل من أعمال الكبار


ويرى علي الحديدي أن أدب الأطفال خلال مسيرة تطوره مر بثلاثة أطوار رئيسية. أما الطور الأول فيبدأ عام 1697 بصدور أول كتاب أدبي للأطفال كتبه شاعر فرنسا "تشارلز بيرو"(Charles Perot) بعنوان حكاية أمي الأوزة،[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]


[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

وتضمن هذا الكتاب حكايات شعبية، وقد صدر تحت اسم مستعار وهو اسم ابنه الصغير "بيرو دار مانكور"، وقد أثارت هذه المجموعة في فرنسا والبلاد الأوروبية الأخرى، بعد أن ترجمت إلى لغاتها، حركة أدبية نشطة، دفعت الأدباء إلى البحث والتنقيب في الآداب الشعبية الأوروبية وإلى الاهتمام بحكايات الأطفال. ومن ناحية أخرى اجتاحت حكايات "ألف ليلة وليلة"أوروبا بعد أن ترجمها انطوان جالان (Antoine Galan) بين الأعوام( 1714-1704)، فتأثرت بها قصص الأطفال تأثيراً كبيراً،

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

وبعد عامي (1749-1747) ظهرت في فرنسا أول صحيفة للأطفال وهي صحيفة صديق الأطفال وكان هذا أيضاً اسم محرر الصحيفة المستعار.
وفي انجلترا لم تكن كتب الأطفال في القرنين السابع عشر والثامن عشر تضع اهتمامات الأطفال موضع الاعتبار بل كان هدفها تقديم النصح والإرشاد. وأدب الأطفال الحقيقي بدأ عندما قدم "جون نيوبري" (John Neubury) بمساعدة عدد من المختصين أدباً شيقاً ومفيداً للأطفال


[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

وفي عام 1865 ظهرت في انجلترا أشهر مجموعة قصصية كتبت للأطفال وهي أليس في بلاد العجائب للكاتب "لويس كارول" (Lewis Carrol).

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

وفي ألمانيا ظلت الحكاية الخرافية تكتب للكبار حتى جاء الأخوان "يعقوب ووليم جريم" (Jacob- Wilhalm Grimm) فأصدرا كتاباً بعنوان حكايات الأطفال والبيوت، وجاء في جزئين صدرا في الأعوام (1812-1814). وفي الدنمارك ظهر رائد أدب الأطفال في أوروبا "هانز كريستيان اندرسون"(Andersen) (1805-1875).

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]


أما في روسيا فقد شد عالم الأطفال الشاعر "بوشكين"(Pushkin) (1799-1837) الذي كتب للأطفال أشعاراً تناسب أفكارهم وسنهم،

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

و "تولستوي"(Tostoy)(1828-1910) الذي كتب الكثير من القصص للأطفال.

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

أما الطور الثاني في مسيرة تاريخ الأطفال فظهر بعد الحرب العالمية الأولى، وقد رافق هذه المرحلة الدراسات المنهجية حول "علم نفس الطفل"، كما برز الاهتمام بالطفل كإنسان مستقل، وبدأ الاهتمام بالطفولة على كافة المستويات ولدى جميع الهيئات.

وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ التطور الثالث في مسيرة أدب الأطفال العالمية، وانطلق أدب الأطفال إلى عصره الذهبي في العالم المتقدم، ففي أمريكيا مثلاً تنوعت أشكال التعبير ووسائل من كتب وصحف ومجلات ومسرحيات ومكتبات عامة...وزاد عدد الناشرين للأطفال في معظم دول العالم، وأدرج أدب الأطفال ضمن مناهج الدراسة في المعاهد العليا، وبدأت ترافقه حركات نقدية تدرسه وتحدد ملامحه وقواعده واتجاهاته.

وقد أزدهر أدب الأطفال بعد الحرب العالمية الثانية بسبب الحاجة إلى إقامة ثقافة للأطفال في بلدان المنظومة الاشتراكية وبعض دول أوروبا وأمريكيا اللاتينية. وكان الهدف الأساسي من وراء ذلك كله هو الاتجاه العام لبناء ورعاية جيل ما بعد الحرب، والتركيز على تربيته من جديد وفق منظور علمي قادر على تنمية الدافع الإنساني في سلوكه

أما "أورئيل أوفك" فيقسم تطور أدب الأطفال إلى خمسة أطوار:

أ. الفترة القديمة: وتضم هذه الفترة النصوص التي كتبت في الحضارة القديمة، والتي تتلاءم مع أدب الأطفال في أيامنا. وقد وجدت على أوراق البردى الكثير من هذه النصوص المتبقية منذ زمن الحضارة القديمة.

ب. العصور الوسطى: في هذه الفترة قام رهبان الأديرة بجمع القصص القديمة من أماكن بعيدة وحافظوا عليها، وبواسطتهم تم نشر هذه القصص، التي ضمت أيضاً قصصاً للأطفال. وإلى جانب ما قام به الرهبان لوحظ اهتمام بالقصص الشعري في هذه الفترة.

ج. عصر الطباعة: وتبدأ هذه الفترة بعد منتصف القرن الخامس عشر، أي بعد اختراع الطباعة، حيث بدأت في أوروبا طباعة كتب تضم قصصاً شعبية. وفي سنة 1550 صدرت في إنجلترا الكتب الأولى المطبوعة المخصصة للأطفال سميت " Horn Book"،

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]
الطبعه الاولى من هورن بوك

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

ولم تتخذ الكتب في تلك الأيام شكل وإخراج الكتاب في أيامنا، بل كانت هذه الكتب عبارة عن صفحة مطبوعة عليها الكلمات من جهة واحدة. وبعد ذلك بدأت كتب الأطفال تتخذ شكل الكراريس المتعارف عليها في أيامنا. وفي القرن السابع عشر ظهر كتاب أمي الأوزة لمؤلفه "شارل بيرو" (Charles Perot) ( 1628-1703)، وهي المجموعة الأولى التي احتوت أساطير كتبت خصيصاً للأطفال، وقد احتوى الكتاب على ثمانية أساطير، منها: سندريلا، القط أبو جزمة، ليلى الحمراء. وفي القرن الثامن عشر برز "الأخوان جريم"، و"هانز كريستان أندرسون"، ككتاب أطفال معروفين.
[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

. العصر التعليمي: وتبدأ هذه الفترة مع صدور كتاب "إميل" لروسو (1762) الذي شدد فيه على أهمية التعامل مع الأطفال حسب أجيالهم. وتتميز هذه الفترة بصدور المواد العلمية والتثقيفية والموسوعات الخاصة بالأطفال، وفي منتصف القرن الثامن عشر نجد اهتماماً لدى كتاب أدب الأطفال بعنصري التشويق والمتعة، ورائد هذا الاتجاه "جون نيوبري" (John Neubury) (1713-1767).

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

هـ. العصر الحديث (الذهبي): بدأ هذا العصر في منتصف القرن التاسع عشر مع صدور كتاب أليس في بلاد العجائب لمؤلفه لويس كارول (Lewis Carroll)، وقد صدر بعد هذا الكتاب الكثير من الكتب للأطفال، وبدأت اتجاهات متعددة في الكتابة للأطفال.

ومن الجدير ذكره أنه لما كان أدب الأطفال لا يزال ناشئاً وليداً في الأمم الغربية فقد استعان كثير من مؤلفي قصص الأطفال بما جاء في ألف ليلة وليلة من عناصر شيقة للأطفال، ومن هؤلاء المؤلفين هانز أندرسون (Andersen)، كما وأصبحت قصص ألف ليلة وليلة جزءاً من ثقافة الأطفال في أوروبا بعد ظهور تراجم ألف ليلة وليلة فقد زودت الليالي أدب الأطفال العالمي بمصادر وحي جديدة كان تأثيرها على هذا الأدب شاسعاً، وأصبح السندباد، وعلي بابا، وعلاء الدين، والبساط السحري، والأميرات والأمراء، والحصان الطائر، والخوارق، رموزاً تسبح في فضاء أدب الأطفال العالمي، ولها مكانة خاصة في عالم الأطفال. ومن بواكير المجموعات القصصية التي تأثرت بألف ليلة وليلة واستوحت الكثير منها مجموعة "دار لاروس" المعروفة تحت اسم "مؤلفات الناشئة" التي تشمل على فئتين من الكتب: "كتب الناشئة الزرقاء" و" كتب الناشئة الوردية" واحتوت هاتان المجموعتان على حكايات من الليالي، وهي جميعها عبارة عن تهذيب واقتباس للحكايات ترجمها "جالان" (Galan) و"ماردروس" (Mardross) وتم إعدادها بصورة تلائم الأطفال، وإن هذا التأثير مستمراً حتى يومنا هذا، فسحر الليالي لم ينطفىء بعد وامتد إلى السينما والتلفزيون فنجد حكايات الليالي تعرض كأفلام وصور متحركة للأطفال في محطات البث العربية والأجنبية.

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

تطور أدب الأطفال العربي:
إذا عدنا إلى التراث العربي الإسلامي سنجد ألواناً كثيرة من أدب الأطفال، وتذكر المصادر التاريخية والأدبية عدداً كبيراً من الأشعار في الجاهلية والإسلام، التي تعد من الأناشيد أو الأشعار والاغاني الخاصة بالأطفال، كما أن التراث غني بالنصوص النثرية شريطة أن نخضعها لظروف عصرها وطبيعته وقيمته وعاداته. وإذا كان الأدب العربي في العصور السابقة لم يعرف فناً أدبياً ناضجاً خاصاً بالأطفال فلا ينفرد بذلك وحده، فقد ميز هذا النقص آداب الامم الأخرى، ولكننا نعثر في الأدب العربي على بعض المؤشرات الإيجابية التي انفرد بها الأدب العربي عن غيره وتميز به.
1. الاهتمام المبكر بالتربية الشاملة للأطفال روحياً وجسدياً منذ مجيء الإسلام
2. وجود أرضية تراثية خصبة تضمنها التراث الأدبي الواسع.

وقد خلص البعض إلى أن أدب الأطفال العربي قديم وبعضه مشمول في أدب الكبار، وإن بعض القدماء وضعوا كتباً للأطفال ونصوا في المقدمة على ذلك، وإن عبارة "أدب الأطفال" عبارة قديمة. والأذرعي المولود سنة 750هـ-1349م كان ملماً بأدب الأطفال أي قبل أدب الأطفال الأوروبي بـ 135 سنة ويختلف الباحثون حول هوية أول كتاب عربي فهناك من يرى أن أول كتاب أطفال عربي حديث هو النفثاث لرزق الله حسون من حلب، وكان صدوره سنة 1867أما أحمد نجيب فقد خلص إلى أن قصة القطيطات العزاز لمحمد حمدي وجورج روب التي نشرتها دار المعارف سنة 1912 هي أول كتاب أطفال عربي، وأن ما سبقه من كتب لا تتحلى بالصفات المطلوبة في كتاب الطفل، رغم توجه أصحابها بها إلى الطفل العربي بينما يرى عبد التواب يوسف أن أقدم قصة عربية هي الأسد والغواص

وأدب الأطفال في العالم العربي حديث، وإن كانت جذوره تمتد إلى مصر القديمة، وجذوره الحديثة أيضاً تمتد إلى مصر الحديثة، حيث حملت مصر مشاعل الريادة لهذا الفن في الأدب الحديث.

ففي منتصف القرن التاسع العشر الميلادي بين أعوام ( 1849-1854) أتم محمد عثمان جلال (1828-1898) ترجمة معظم الحكايات الشعرية الخرافية الغربية إلى العربية نقلاً عن الشاعر الفرنسي لافونتين (Lafontaine) (1621-1695). وقد اطلق محمد عثمان جلال على كتابه المترجم: العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]
ويعتبر إصدار مجلة روضة المدارس المصرية في عام 1870 ونشرها المواد الأدبية للطلاب والكتّاب مرحلة غير مسبوقة في نشر الكتابات الأدبية للناشئين

ويرى بعض الدارسين الذين تناولوا تأريخ أدب الأطفال بعام 1875، كبداية لنشأة أدب الطفل في الادب العربي الحديث، ودليلهم إصدار رفاعة الطهطاوي لكتابة المرشد الأمين في تربية البنات والبنين في تلك السنةومن قصصه المترجمة حكايات الأطفال، عقلة الاصبع، وقد ادخل الطهطاوي قراءة القصص في المنهج المدرسي.

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

وفي العصر الحديث، كان للأدب العربي دور بارز في ميدان القصة فقد أنجز بعض الشعراء الرواد، امثال "أحمد شوقي" شعراً قصصياً عظيماً للطفال معبرين عن ميول هذا السن المبكر ورغباته، فجاءت أشعارهم التي تحكي قصصاً وروايات على لسان الحيوان والطير "وكان شوقي بأغنياته وقصصه الشعرية التي كتبها على ألسنة الطير والحيوان للصغار رائداً لأدب الأطفال في اللغة العربية وأول من كتب للأحداث العرب أدباً يستمتعون به ويتذوقونه"
وعندما أصدر الشاعر أحمد شوقي ديوان الشوقيات عام 1898 دعا الشعراء في مقدمة الديوان في الكتابة للأطفال. وقد تأثر شوقي بأسلوب "لافونتين" كما جاء في مقدمة الديوان. وقد تضمنت الشوقيات عدداً من الحكايات الشعرية على ألسنة الحيوان. ويعتبر أحمد شوقي بذلك رائداً لأدب الأطفال في اللغة العربية

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

ويقول شوقي عن الحكايات والأغنيات التي قدمها للأطفال في الوطن العربي كتجربة شعرية رائدة:" وجربت خاطري في نظم الحكايات على أسلوب "لافونتين"، فكنت إذا فرغت من وضع أسطورتين أو ثلاث اجتمع بأحداث المصريين وأقرأ عليهم شيئاً منها فيفهمونه لأول وهلة، ويأنسون إليه ويضحكون من أكثره. وأنا استبشر لذلك، واتمنى لو وفقني الله لأجعل للأطفال المصريين مثلما جعل الشعراء للأطفال في البلاد المستحدثة، منظومات قريبة المتناول يأخذون الحكمة والأدب من خلالها على قدر عقولهم..."
إن " القصص التي كتبها شوقي للأطفال تهدينا إلى الحكم بأن الشاعر كان يدرك أن " أدب الأطفال" أقوى سبيل يعرف به الصغار الحياة بأبعادها المختلفة، وإنه وسيلة من وسائل التعليم والتسلية، وأسلوب يكتشف به الطفل مواطن الخطأ والصواب في المجتمع، ويوفقه على حقيقة ما في الحياة من خير وشر"

والقصة على لسان الحيوان، ليست جديدة على الشعر العربي، فالكل يعرف أن كتاب "كليلة ودمنة" ترجم إلى العربية قبل يترجم إلى اللغات الأوروبية، وأن الأديب الفرنسي "لافونتين" قد برع وبرز في قصصه التي اقتبسها عن كليلة ودمنة، والتي جعلت من "لافونتين" صاحب فضل على الشعراء العرب، أمثال أحمد شوقي عندما قلدوه في هذا الفن، ونجحوا في تقديم القصص والحكايات التي لا تقل جودة عن قصص وحكايات لافونتين

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

يمكن القول أن من خطا الخطوات الأولى في مجال أدب الأطفال محمد عثمان جلال ثم ابراهيم العرب، وأحمد شوقي وثلاثتهم شعراء، وتبع شوقي محمد الهراوي الذي نظم الأناشيد والأغاني للأطفال وفي مجال الكتابة النثرية ألف علي فكري عام 1903 كتابه مسامرات البنات، وكما وضع 1916 كتاباً آخر للبنين سماه النصح المبين في محفوظات البنين. والمحاولات المذكورة سابقاً كانت محفزاً للكثيرين ليتابعوا الطريق، أمثال: عمران الجمل وفايز الجمل، وحسن توفيق، ونعمه ابراهيم، وتوفيق بكر، ومحمد عبد المطلب، وقد غلب على كتبهم الطابع التعليمى وتلا جيل الرواد جيل برز في الثلث الثاني من القرن العشرين أمثال: عمر فروج، وحبوبة حداد، وروز غريب في لبنان. وعبد الكريم الحيدري، ونصر سعيد في سوريا، وبعضهم تجاوزت شهرته حدود بلاده، مثل: كامل الكيلاني ومحمد سعيد العريان وعطية الأبراشي، وابراهيم عزوز، وأحمد نجيب وقد تميزت كتابات هذه المرحلة بالاقتباس والنقل من اللغات الأجنبية، أو التبسيط لكتب العرب القداما، يضاف إلى ذلك عدم اهتمام أصحابها بالطفولة في مراحلها الأولى، وحاول مؤلفو هذه المرحلة إحياء التراث العربي، فلجأوا إلى ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة، والحكايات الشعبية، ليزودوا الأطفال بأمتع القصص من هذا التراث. ويعتبر كامل الكيلاني من أبرز كتاب هذه المرحلة للأطفال، ويعتبر الرائد الفعلي والحقيقي لأدب الأطفال في اللغة العربية. وقد كتب الكيلاني أكثر من مائتي قصة ومسرحية للأطفال، وكانت أول قصة له هي السندباد البحري (1927)
[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

كانت الترجمة مصدراً رئيسياً من مصادر أدب الأطفال في العالم العربي بين الحربين العالميتين، بدأت تتراجع لصالح التأليف العربي إلى تأليف نوعي في السبعينات، دون أن تختفي الترجمة ودون أن تتمكن من المحافظة على مكانتها السابقة، إضافة إلى أن تطور أدب الأطفال في الوطن العربي تطور غير متكافىء. ففي حين كانت الترجمة أساساً لهذا الأدب الفريد في مصر فإنها لم تكن في سوريا والعراق. ومقابل تأخر ظهور أدب الأطفال في دول الخليج تطور هذا الأدب بسرعة في لبنان وسوريا والعراق ومصر وتونس وترى سمر الفيصل أن العلاقة بين أدب الأطفال والتراث العربي ما زالت في بداياتها الأولى، لأن مشكلة الاستلهام من التراث ما زالت قيد الدراسة. وما يلاحظه المرء من قصص وأشعار ومسرحيات مستمدة من التراث، يجب أن يخضع لسؤال هام هم مدى ملاءمته للطفل؟ وهل هو تبسيط للتراث؟ أم استلهام منه؟

ومع انقضاء الثلث الثاني من القرن العشرين، تلته مرحلة بدأ أدب الأطفال خلالها بانتزاع اعتراف الهيئات العلمية والأدبية به، وسلك طريقه ليصبح مادة من مواد التدريس في الجامعات


ويتميز الثلث الأخير من هذا القرن بالتنافس بين دور النشر لإصدار مجموعات ملونة جميلة ذات طباعة جذابة للأطفال، وقد تجاوز التنافس حدود الكلمة والكتاب ليصل إلى برامج الكمبيوتر الخاصة بقصص الأطفال وقصائدهم، وكما انه يتم استغلال الكثير من البرامج الترفيهية والتعليمية للأطفال. ونلاحظ منذ السبعينات حتى الآن غزارة في الكتابة للأطفال، وقد ساعد على تنشيط حركة الكتابة وسرعتها التغيرات التي طرأت على البنية العقلية التربوية، وعلى تغيير موقع الطفل في العلمية التربوية كذلك في عملية التطوير الاجتماعي، وتحقيق تطلعات المستقبل، ويضاف إلى ذلك كله اهتمام الهيئات الثقافية والتربوية بما يكتب للطفل وتشجيعها على نشره. ولكن، على الرغم من الانتباه الجماهيري المتزايد لأدب الأطفال كنتيجة مباشرة لنجاحه التجاري، فإن المؤسسات الأكاديمية والنقدية في الشرق لم تكرس بعد جهود كافية لبحث هذا الأدب، وإن وجد بعض الباحثين الذين بدأوا يتوجهون لبحث أدب الأطفال


ارجو ان تكونوا قد تكونت لديكم فكره عامه شامله لتطور ادب الاطفال على مر التاريخ ونأمل ان يلتفت الجميع لاهميته فى بناء الشخصيه والخيال والتطلعات وخاصة فى عالمنا العربى واسف على الاطاله وشكرا.
0
صورة
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
المرأه المدهشه
التفاعلات: 0
مشاركات: 48
اشترك في: الاثنين يناير 11, 2010 5:06 am
مكان: طنطا
النوع:

Re: ادب الاطفال على مر التاريخ

مشاركة بواسطة المرأه المدهشه »

بحث فى منتهى الروعه
الف شكر ا/ عفت على المجهود الجبار :wonderwoman:
0
 
صورة العضو الرمزية
لكزولي
مترجم
مترجم
التفاعلات: 0
مشاركات: 560
اشترك في: السبت نوفمبر 07, 2009 2:50 pm
مكان: سبرينغفيلد
النوع:
اتصال:

Re: ادب الاطفال على مر التاريخ

مشاركة بواسطة لكزولي »

شكرا كثيرا على هذا الموضوع المفيد بالفعل :0k: (: ...إلا أنني رأيت الردود قليلة :cry1:
0
صورة العضو الرمزية
mhmraouf
عضو شرفي
عضو شرفي
التفاعلات: 10
مشاركات: 2435
اشترك في: الثلاثاء يوليو 15, 2008 1:10 am
مكان: القاهرة
النوع:

Re: ادب الاطفال على مر التاريخ

مشاركة بواسطة mhmraouf »

موضوع فى غاية الروعة
0
صورة العضو الرمزية
سوبر بندق
التفاعلات: 0
مشاركات: 46
اشترك في: الجمعة يناير 08, 2010 2:58 pm
مكان: طنطا
النوع:

Re: ادب الاطفال على مر التاريخ

مشاركة بواسطة سوبر بندق »

لشدة اسفى ان موضوع جاد وبهذه الروعه من البحث والتأريخ ومجموعة الصور الرائعه لا يحظى الا بهذا العدد من الردود !!!!!!!
ماذا جرى الا يحب الاعضاء الموضوعات الدسمه ويفضلون عليها تحميل قصه كوميكس للتسليه
ارجو الا يصيبك هذا بالاحباط وتواصل امتاعنا بما تقدم من تحاليل رائعه
الف شكر وسلمت يداك :capsalute:
0
صورة
صورة العضو الرمزية
Wael Rudad
التفاعلات: 0
مشاركات: 18
اشترك في: السبت أكتوبر 15, 2011 10:14 am
مكان: دبي
النوع:
اتصال:

Re: ادب الاطفال على مر التاريخ

مشاركة بواسطة Wael Rudad »

موضوع قيم علمني أمورا جديدة عن أدب الطفل
لا أخجل من الاعتراف أنني لغاية الان أطالع قصص الأخوين جريم وهانز كريستيان أندرسن وتلك القصص التي كتبها أوسكار وايلد..
وبصراحة لازلت واجدا عددا لا يستهان به من القيم الانسانية والفنون الرفيعة في تلك القصص..
سلمت يداك أخي عفت على موضوعك الثمين والقيم
0
صورة العضو الرمزية
AhmedinoArtist
مشرف قسم كوميكس أونلاين
مشرف قسم كوميكس أونلاين
التفاعلات: 0
مشاركات: 24
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 16, 2011 9:30 am
مكان: القاهرة
النوع:

Re: ادب الاطفال على مر التاريخ

مشاركة بواسطة AhmedinoArtist »

جزاك الله خيراً يا أخ عفت على هذا البحث القيم الشيق المفيد :spideythumbs:
و أنا أقترح أن يتم تثبيته لتعم الفائدة على الجميع :0k:
0
"كوميكس توتوريالز": فقط وحصرياً على كوميكس جيت ... انتظرونا قريباً على "الكوميكاويون العرب"

[تم حجب الرابط الخارجي عن الزوار]

"كوميكس أونلاين": معاً للنهوض بالنشر الكوميكسى بين العرب
ahazem ibrahim
التفاعلات: 0
مشاركات: 29
اشترك في: الجمعة مارس 28, 2014 2:15 pm
النوع:

Re: ادب الاطفال على مر التاريخ

مشاركة بواسطة ahazem ibrahim »

شكرا جزيلا أستاذ عفت .. :=)
0
أضف رد جديد

العودة إلى ”المقالات و التحليلات الأدبية“