بعض من عرفت ( سلسلة حكايات يقلمي )
-
- التفاعلات: 4
- مشاركات: 33
- اشترك في: الأحد يناير 16, 2022 3:07 pm
- مكان: الرياض
- النوع:
- اتصال:
بعض من عرفت ( سلسلة حكايات يقلمي )
لماذا بعض من عرفت ...؟
يجنح الكثير من المشاهير في كافة المجالات وخاصة السياسيه الى كتابة مذكراتهم يرووا من خلالها بطولاتهم وكفاحهم ليتخذها البعض عبرة ومثل ويحذو حذوها !
وهمْ وإن لم يكونوا كذلك لكنها محاولات للتبروء من اخطاؤهم وتلميع صورهم وبقاؤهم في اذهان الناس بعد تواريهم عن الأضواء .
وانا لا أزعم تشبيه نفسي بأحد ولست كذلك فأنا اعرف قدر نفسي وظروفي وإمكاناتي وحاشا لله ان اطلب ماليس بقدرتي ليس هذا تثبيطا لكنها الحقيقة اعانقها كي لا يشقيني الخيال وتزلزلني صخرة الواقع ... اما حكاياتي البسيطه ( بعض من عرفت ) فهي حكايا نبتت على ارض الواقع اثقلت نفسي وارهبت احلامي بين حين ومنام.
ولا أدري لماذا زاورتني كثيرا فترة مرضي التي فاقت العام ونصف وبرغم ورديتها وتلذذي بها كونها رفيقة احاسيس . إلا انها حين تزور مناماتي تؤرقني .
فقررت ان اكتبها لعلي ارتاح من ارقها ومناماتها على ان احتفظ بها لنفسي ازاورها بين الحين والحين استذكارا لزمن منصرم
. لكن اعجاب النفس لم يدعني والح في مشاركة الآخر لها ؟؟!
لكن كيف يقرأها الناس وهي بهذا العراء والشمس تلامس تفاصيل حدثها ؟
فاضطررت ان اغربلها واعيد صياغتها احتراما لمن كتبت عنهم واحتفاظا بخصوصيتي وطمسا لأسراري الخاصه .
ولكي لا أستمرأ هذا النوع من الكتابة فيستهيوني وانا لست كذلك .
فظهرت كما تقرأوها ، ولايخفى على كل قاريء ان مثل هذه القصص لاتروى بطريقة شريط فيديو يسجل كل لحظه إنما يتطلّب السرد القصصي ثوبا ادبيا يجنح من خلاله الكاتب الى اضافة او حذف بعض التفاصيل دون الخروج عن المضمون العام للقصه فلا يؤذيها او يشوهها او يشتت القاريء فيكون ...محظور... دائما لما تكتب .
وكما وضعت دائما في مطلع كل قصة اني لست دون جوان او وجها سينمائيا ولاامتلك ميزة تجعل النساء تتهافت علي إنما هي ظروف وصدف وحظوظ إلى آخر ماذكرت من تبريرات تشفع لي عند من يقرأها !
وكنت قد بدأت منذ زمن في كتابة قصة عطر الأيام وكانت سعيا لراحتي وجميل ذكرى من كتبت عنها وكانت الأطول والأبقى والأجمل وكنت اعتقد اني داعبت نفسي وملأت غرورها ، لكني كنت واهما .
فكتبت حكاياتي مع بعض من عرفت وسأستمر في كتابتها بنفس الأسلوب طالما في الذاكرة منهن اسماء ووجوه وذكريات
سعود القويعي / الرياض
إنـنــا لانسير في الحياه بل نحملها ونسير بها
احسان عبد القدوس
بعض من عرفت
(( لي ذكريات كأخلاقي تؤدبني
فلا يخالجني روغ ولاكــذب ))
اليــــاس أبو شبــكه
نـــــون ( ن ) :احسان عبد القدوس
بعض من عرفت
(( لي ذكريات كأخلاقي تؤدبني
فلا يخالجني روغ ولاكــذب ))
اليــــاس أبو شبــكه
نشأت فتى أختلس الشقاوة كأقراني في عمري تملأني الضحكة والاماني ..
وبرغم نشأتي المتواضعة بين مسكن وملبس ومأكل وسط عائلة مكافحه لكن هذا لم يكن يعني لي شيئا .
فما دمت البس وآكل والعب في الحارة فهذا كل شيء.واضيف اليه أن كل ما حولي هو نفس الصورة المكررة في بيتنا.
لم يكن ما أرى خارجه يختلف كثيراً عن داخله .كان هذا هو كل عالمي .
لا اعرف شيئاً خارج حينا ، كان اشبه بسجن كبير ... حتى المدرسة صورة اخرى من الكآبة والتواضع وضعف الحال.
كان في اقبالة العيد فرح لايعادله فرح ... الثياب الجديدة من الغترة الى الحذآء .... كأنه فرح!
تتكرر مرة واحدة كل أثني عشر شهراً... أذْ لم يكن عيد الاضحى سوى عيداً لّـلحم والدوران حول بيوت الجيران نعطي ونأخذ من قطع اللحم ..
وكان ( الحميس) هو اقصى فرحتنا واما الثياب وان كانت نظيفه فهي ليست بمثل نظارة ثياب عيدالفطر.. وكأننا نأكل في عشاءنا مابقى من غداءنا .
ايام وشهوروسنوات توالت .... هي اللحظات هي الصور والاشخاص لم تتغير..كانت طفوله بائسه نقتنص منها الضحكه او البسمه اوكل ساعه من اللعب في سكك الحارة .
ثم تغيرت الاحوال وتبدلت وانتقلت الاوضاع .. ولم تكن لما تصورته وتمنيته ولكنها على كل حال كانت افضل بكثير بالمقارنه مع مامضى ، لم اعني بالتبدل في المعيشه الى الافضل وان كان هذا يرضيني كغيري من الناس .. ولكن التبدل كان في نظري الى الحياة .. زادت جرعه حريتي واستقلالي بذاتي .. اصبح عندي غرفة مستقله رسمتها بأسلوبي وأثثتها بمزاجي : المكتب الصغير الجميل وجهاز الاسطوانات والراديو الذي عشقته فكان جزءأ مني وأنا جزء منه ... وسريري المريح وأقلامي واوراقي ... وساعتي الصغيرة التي اصحوا على طنينها ... ثم بدأت هوايتي في الرسم تتفتح .
بدأت برسم الوجوه واقتناء أدوات الرسم المتعددة .. رسمت كل شيء وأي شيء ..وبدأت هواية أخرى لذيذة ... القراءة بدأ مشواري مع المجلات المصورة التي كانت تطبع في لبنان وتطورت الهواية الى مايعرف بكتب الجيب ثم تلصصت على ماهو أكبر قصص ( أحسان عبد القدوس ) ومن على شاكلته التي كانت تجنح بي الخيال حتى أتخيل نفسي احد أبطالها فأنفعل مع البطل وأنتصر له واغضب من اجله ومن خلال كتبه تراقص في محراب صدري شيء يتحرك ويسرع خفقانه ولم أكن أعرف بوجوده من قبل ... وكأي فتى في مثل سني عشت مراهقتي وان كان نصيبها العذرية الكاملة القسريه ، فلم أكن ملاكاً وقد خلقت بشراً ولكن المسألة فرضت علي ...
كانت الشرارة الأولى اقرب نار الى بيتنا بنت الجيران (ن) مستديرة الوجه خمريه اللون .. لم تكن جميله في حكم مقاييس الجمال لكنها تمتلك شيئاً ما ، شيء تحسه النفس وتخطئه العين .. قد يكون سحراً أو جاذبيه ... أو أنوثة متدفقة .. اوهو مزيجاً من هذا كله، لعلها قوة الحياة ... .وأحلا ما فيها غمازتان في خديها إذا ابتسمت غاصت الغمازتان وأما عيناها فلا أدري اليوم هل كانتا سوداوان أم عسلية داكنة أو مزيجاً من اللونين .. مرهفة الحس تذوب مع أحساس اللحظة التي هي فيها ، إذا فرحت أشاعت من حولها نوراً يملأ المكان بهجة وسرور .. وإذا حزنت تخيلتها خدوداً شحبت وشفاه تدلت و أن عيناها تدمعان بلا دمع ..!
هذه هي رفيقة أولى خطوات قلبي ، وللحق هي من شجعتني لخوض تجربة اجهلها وأخاف منها كأي شيء جديد.
كنا نترافق الى المخبز سوياً وكان يتخلل المشوار نظرات وكلمات قليله حارقه وبعض لمسات ألأيدي ...تنتهي بعودتنا .
ولكن هذا لم يكن كافياً ولن يكون . عندما تحتوينا ساعات الحرمان بعد الفراق .. وتعددت اللقاءات ولم يكن الشيطان غافلاً ليدلنا على رسم اللقاء وإيجاد أعذاره .
ولا داعي لذكر تلك الأعذار فقد كان بعضها ساذجاً والبعض طائشاً .. مما أدى الى كشفنا فكانت الستارة التي أغلقت مادونها وما بعدها .
حقدت على أهلها وأهلي وعلى ما كنت اسميه جهلاً وحسداً في قراراتي ، أعرف ان هذا عيبأ وتجاوزاً بل جنوناً هذا مايقوله عقلي أعترف لي به ولكن قلبي كان يرفض هذا جملة وتفصيلا ...
وانشغلت بل أني تشاغلت بكثرة القراءة وأن كانت صورتها الجميلة البريئة تتراءى احياناً بين السطور.... ولم أعرف أن هذا أول جروحي . وبداية عراكي مع كل ماواجهته بعد ذلك من جراح تتابعت ... متلونه ، كوكتيل من الحرمان والفشل في الحب والعلم وظلم ذوي القربى وغدر الصحاب ..والمرض . لقد كانت حياتي سلسلة من الاسى والقسوة ، تركت الكثير من آثاره على جسدي ونفسي ولكنها لم تؤثر في إيماني وحبي للناس والغفران والتسامح ..
(انتهى الفصل )
يليه ( ل ) لام
- Ahmed Abdo
- المدير التنفيذي
- التفاعلات: 98
- مشاركات: 5995
- اشترك في: الأربعاء يونيو 25, 2008 8:32 am
- مكان: القاهرة
- النوع:
- اتصال:
Re: بعض من عرفت ( سلسلة حكايات يقلمي )
مرحباً بك اخي سعود في كوميكس جيت و سعداء لمشاركة إبداعاتك هنا معنا
0
-
- التفاعلات: 4
- مشاركات: 33
- اشترك في: الأحد يناير 16, 2022 3:07 pm
- مكان: الرياض
- النوع:
- اتصال: