وفاة فنان الكوميكس هاني المصري رسام والت ديزني!
توفي بالأمس الموافق 24 أغسطس 2015 بعد صراع طويل مع المرض فنان الكوميكس و الرسوم المتحركة العالمي هاني المصرى، عن عمر يناهز الـ64 عامًا، و هو يعد أول فنان مصرى يعمل في استديوهات «والت ديزنى» بـ هوليوود و هو أيضاً الأب الروحي لكل فناني الكوميكس و الرسوم المتحركة في المنطقة.
ولِد هاني المصري عام 1951 ودرس فن الديكور في كلية الفنون الجميلة التي تخرج فيها عام أربعة وسبعين، و سرعان ما تلقفته كواليس المسرح المصري مصممًا للديكور وللإعلانات الترويجية لعدد من عيون الأعمال المسرحية من أبرزها «إيزيس» و«العيال كبرت» و«إنها حقًا عائلة محترمة» و«شاهد ماشفش حاجة»، في طفرة شركات الإعلان في مصر ابتكر شخصية «كيمو» الشهيرة بطلًا لأحد المنتجات المثلجة المعروفة فإرتبط هذا الدب الأزرق المرح عاشق المثلجات وجدانياً بأكثر من جيل يذكره جيداً حتى الآن ولا يعرف شيئًا عن مبدعه!
في أواسط الثمانينات شد الرحال إلى بلاد العم سام في رحلة من الشقاء وصلابة الإرادة والإيمان بالحلم.. من نيوجيرسي في أقصى الشرق إلى لوس أنجيلوس في أقصى الغرب، يحط الرحال حيث كان حلمه الكبير في انتظاره: ديزني. من بين إسهامات كثيرة، تكللت قصة نجاح واحد من أبناء مصر العظماء بإبداعه عام ثمانيةٍ وتسعين في فيلم «أمير مصر»، واحد من عيون أفلام الرسوم المتحركة في هوليوود و من إخراج المخرج العالمي ستيفن سبيلبيرج.
عمل بالعديد من المجالات الفنية و ابدع فيها، منها الكوميكس و الرسوم المتحركة و فن الديكور و أكثر و كان يهتم اهتماماً كبيراً بالتاريخ المصري و الفرعونيات و الآثار و كان أيضاً مفكر و باحث رائع…عمل في Walt Disney Imagineering و DreamWorks Animation و Warner Bros. Animation و شارك في عدد كبير من الأفلام العالمية منها The Prince of Egypt و The Road to El Dorado و Osmosis Jones و Spirit: Stallion of the Cimarron و غيرهم و العديد من الإنجازات الكبيرة التي يصعب حصرها في مقال واحد!
و يقول هاني المصري عن تصميمه لشخصية كيمو: “و في الإجتماع..عرضت اننا نطلع بشخصية جديدة..تبقي الـ brand الجديدة..و تبقي جذابة للاطفال..و في نفس الوقت لها علاقة بالمنتج! طبعا البقرة..مش جذابة قوي..انما كانت مطمئنة للأهالي اللي بيشتروا الآيس كريم لعيالهم..انما الزمن كان اتغير..و العيال بقت هي اللي بتشتري..و هي كمان اللي بتدبدب في الارض لما ما يحصلوش علي اللي هما عاوزينه! فقعدت اجرب حيوانات مختلفة..ارانب.. و قرود..و حتي دولفين..و بعدين..افتكرت اني و أنا صغير كنت كلبوظ..و كانوا في العيلة دايماً يتتريقوا عليا ..و بيسموني “الدبة الزرقاء” عشان كانت امي دايما تلبسني ازرقات..عشان لون بيليق علي بشرتي الخمرية! فجربت ارسم دب ازرق..كنوع من الإنتقام..علي شوية نرجسية كده! و في الإجتماع التالي..اكتسح الدب الازرق كل المحاولات التانية..الظاهر لانه كان طالع من القلب..و انا حاطت فيه حتة من طفولتي! و ابتدينا نشتغل على تصميم العبوات و مطبوعات مصنع الآيس كريم!”.
و يضيف أيضاً عن تصميمه لشخصية كيمو: “لما صممت شخصية الدب الأزرق..لأول مرة..سنة ٧٧..كان سني ٢٦ سنة..و كان في الاول خالص..ماسك علم صغير..كنت عارف انه حا يتغير علي طول..و فعلا..في الاجتماع اللي انتصر فيه الدب علي منافسينه من القردة و الارانب..تقرر انه يبقي ماسك آيس كريم stick يعني مصاصة..لان تكنولوچيا الكونو ما كانتش لسه دخلت مصر..و كان لابس تي-شيرت ابيض..و الفكرة كانت ان الدب..بطبيعته..بيحب الحاجات الحلوة..العسل و ما إليه..و بيعيش في المناطق الباردة..و طبعاً اللون الأزرق بيأكد فكرة البرودة..صحيح ان الأزرق مش لون مشهي..انما لسان الدب الوردي كان بيعكس الموضوع!”.
“فلما ابتدت شخصية كيمو تتعرف..و ابتدت الناس تتكلم عنها..فكرت فوراً انها ممكن تستغل في حاجات تانية..غير بيع الآيس كريم..و يبقي كيمو له قصص مصورة..و مغامرات..و افلام..هو احنا يعني ما لناش نفس يعني؟! لكن للأسف..تعنتوا أصحاب المنتج..و قرروا ان كيمو مجرد شعار للمنتج بتاعهم..بالرغم من شعبيته المتزايدة كشخصية!”.
و يتحدث أيضاً عن تصميماته المذهلة لبيت “ميني” و “جوفي” بـ ديزنيلاند فيقول: “سنة ١٩٩١ كنا في ايماچينيرنج بنصمم منطقة جديدة في ديزنيلاند اسمها “Toontown” و مفروض انها المدينة اللي عايش فيها ميكي ماوس و أصحابه..و انا كان عليا تصميم بيت “ميني” و بيت “جوفي” (او بندق زي ما بنسميه هنا في مصر)..الظريف بقي ان بيت ميني..اللي كل المصممين هربوا من تصميمه عشان “دي حاجة بناتي كده و مايعة “..هو اللي نجح جداً..و الناس كلها حبته جداً..لدرجة ان فيه ناس كتير في امريكا استعملوا مفرداته المعمارية عشان يبنوا بيوتهم الشخصية! وفيه اجزاء منه اتنشرت في كتب عن عمارة لوس انجلوس السكنية!”.
لا شك ان العالم قد فقد فناناً عظيماً يصعب ان يتكرر و ربما لم يأخذ حقه أيضاً من الإنتشار و التكريم الذي يستحقه حتى في بلده الأم، رحمك الله و أدخلك فسيح جناته و جعل كل انجازاتك في ميزان حسناتك و ألهم أهلك و عشاقك حول العالم الصبر و السلوان.
