أن تكون بتاع كوميكس: الحلقة الأولى!

واحد بتاع كوميكس!

يعني إيه “كوميكس”؟.. يعني قصة مصورة.. يعني إيه قصة مصورة؟.. يعني كادرات مرسومة جمب بعضها بتقول إفيه.. ساعات بتكون أكبر شوية وبتحكي قصة.. ساعات بتكبر أوي وتتحول لشكل الـ Graphic Novel أو الرواية المصورة.

علشان تكمل أضلاع الكوميكس، لازم يكون عندنا (مؤلف+ رسام)، أو رسام بيألف لنفسه.. ده الضلع الأول.. الضلع التالت هو القارئ.. والتاني هو الناشر أو الممول اللي بيكون سبب في وصول القصة المرسومة للقارئ.. س: أنهي ضلع أهم من التاني في مثلث الكوميكس؟؟.. جـ: الجزء هو كل منفصل بذاته، والدايرة متصلة بشراسة..

– معلش إحنا بنتكلم عن مثلث ولّا دايرة؟!
– في الأساس هو مربع، عصاية سحرية حولته لكادر مرسوم.. أرجوك ماتتوقعش كلام علمي أو تعريفات ويكيبيديية.. عندك كلمة “كوميكس” إتّرجمت دايماً بعبارة: “قصة هزلية”.. أنت عارف طبعاً إن الهزل هو نقيض الجد.. الكوميكس فن خرج للغتنا وفوجئ – من غير تفسير مقنع – إنه هزلي.. هزلي و ضع بجوارها كل علامات الاستفهام.. يمكنك أن تنظر لتلك المساحة الهائلة الممتدة من مدرسة المانجا الياباني شرقاً، وحتى عالم السوبر هيروز غرباً.. متمعناً في أجمل ما أبدعت قريحة الفنان الفرنسي، مروراً بأقصى إباحية الأسبان… بعدها ضع تعريفاً مناسباً!

الممول.. بنرجع تاني لأضلاع المثلث.. رأس المال جبان.. لكنه غالبا بيكون متطاير وزئبقي وسريع الذوبان وسيء الظن، لما بيقترن بكلمة “كوميكس”.. سهل تقنع صاحب راس مال إنه يفتح مسمط أو ورشة خراطة أو مركز لزراعة الشعر.. لكن جرِّب تقترح عليه يتبنى مطبوعة كوميكس.. غالبا رد فعله هيكون أبلغ من كل أبيات الشعر اللي قيلت في الهجاء.. اذكر له مثال لشركة كوميكس واحدة في الجهة الأخرى من العالم ضاهت حجم مبيعاتها، إقتصاد دولة نامية.. ثم قاوم رغبتك المتنامية في تحطيم وجهه.

مطبوعات متخصصة في الكوميكس، بمستوى برامج الأطفال المسببة للشلل الرعاش.. مجلة الكوميكس في كل دول العالم، منتج لكل الأعمار.. بداياتنا كانت مبشرة في المؤسستين الصحفيتين الأهم.. لكن فسادنا الجميل كانت له الكلمة النهائية.. إدارة معندهاش رؤية، رؤساء تحرير بيكتبوا بدافع من الروشنة وأحياناً الاستخسار… وبالتالي الدخول بجدارة لمستنقع الفشل الذريع.. والحسبة أصبحت كالتالي.. مطبوعة بتخسر.. العلاج تقليل التكاليف بتسريح الكوادر واستبدالهم بأنصاف المواهب لتقليل الأجور.. ده بيتسبب في فشل أكتر.. يليه تقليل عدد الصفحات لضغط الخساير.. يليه مزيد من الفشل.. بعده تسريح لمزيد من الكوادر.. فلسفة تقليل المساحة الفارغة من الكوب، بتقليل حجم الكوب نفسه، ومطبوعة شكلها النهائي أثبت جدارته الشديدة في مسح إزاز عربية سيادتك.

– …….
– لأ مش معاك.. كلمة “كاريكاتير” مستمرة بانتظام في اغتصاب كلمة “كوميكس”.. قسم الكوميكس في أي جورنال، إسمه (قسم الكاريكاتير) مش الكوميكس، حتى لو مابيعملش كاريكاتير.. رسام الكوميكس بينتسب لنقابة الصحفيين بصفتة رسام كاريكاتير، مش كوميكس.. حتى لو مابيرسمش كاريكاتير… الأغرب مؤلف الكوميكس، كل معاملاته الرسمية بتضطره يكتب إن صفته “محرر”.. محرر إيه؟.. محرر بس.. لأنه لو كتب “مؤلف كوميكس”، أوراقه بتبطل وبيطلبوا منه إعادة كتابتها بمسمى وظيفي معترف بيه.

القارئ والمهتم كان لابد له من إشباع نهمه لمادته المفضلة.. النتيجة: مواقع إنترنت متخصصة بتعريب مجلات الكوميكس العالمية و إنتاج إصدارات كوميكس جديدة بالمجهودات الذاتية.. أرجوك ماتلكمنيش عن حقوق الملكية.. حدث منذ سنوات إن دار نشر عالمية تواصلت مع أحد القائمين على إدارة أحد المواقع الشبيهة لتنبيهه بعدم شرعية وقانونية نشاطه.. رد بإنه أرخص عدد من مطبوعاتهم بيوصل لإيد القارئ بمبلغ يساوي 10 % من متوسط الدخل الشهري للبنيئادمين عندنا.. ما كان من دار النشر إلا أنها اعتذرت – تخيل يا مؤمن؟ – وبعتت للموقع جميع نسخ مطبوعاتها بجودة عالية مع تصريح بإستخدامها بأي طريقة مناسبة للوصول للقارئ مجاناً بمجرد الضغط على كلمة “تحميل”

يتبع في الحلقة القادمة!

Share Button
Avatar photo

عمرو الطاروطي

صحفي، مؤلف كوميكس، سيناريست

رأيان حول “أن تكون بتاع كوميكس: الحلقة الأولى!

  1. اسلوب فى الكتابة متميز .. تماما مثلما تميزت الرسوم. اما الفكر خلف الأتنين فهو اكثر تميزاً .. تحياتى وتقديرى للفنان عمرو الطاروطى، وفى انتظار مزيد من الحلقات.

  2. اسلوب ممتاز جعلني اشعر بالمعاناه وكذلك تعلمت قليلا عن المهنه والرسوم جائت بالوقت المناسب لتقطع الكلام وتعطي احساس بالمتابعه

اترك رد