مراجعة لرواية أيالو المصورة – مدينة الأحلام!

أيالو - الغلاف

أيالو…!

حلم وحيد أقوي من ألف واقع “جون رونالد رويل تولكين”.

حقل الأحلام في اللغة المصرية القديمة.

تدور أحداث الرواية في المستقبل لموظف يعمل في أرشيف الأحلام في مدينة فانتزما أسمه “أيالو”، الحياة تبدو رتيبة لا جديد لا أحلام، يعيش أيالو بمفرده..يذهب إلي العمل يعود من العمل مثل ترس الآلة، ولكن أيالو يشعر أن هناك شيء ما مفقود! يصنع صورايخ ورقية يكتب فيها “الحياة الحقيقة تكمن في أحلامنا”!

أرشيف الأحلام…!

يحتوي علي عدد هائل من الخزائن التي تحمل رموزاً، كل رمز يمثل أحد ساكني المدينة حيث تصنف التقارير طبقاً لرموز حالميها!

فانتزما مدينة لا أحلام فيها، هي مدينة يتم التخلص فيها من المشاعر والأحلام لكي تعيش الناس في هدوء وسعادة، يقول قابض الأحلام لـ أيالو الفكرة من قبض الأحلام هي معرفة فيما تفكر فيه الناس و قابض الأحلام بطبيعة الحال لا يحلم!

كيفية سلب الأحلام؟!

لكل ساكن جهاز خاص يقوم بسحب بالون أحلامه أثناء نومه ليجمع مع باقي بالونات الأحلام في مستودع أعلي كل مبني فيقوم قابض الأحلام بقبضها و تثبيتها فوق الأسطح!

كيفية تسجيل الأحلام؟!

يتم عمل مسح ضوئي لبالونات الأحلام المجمعة و قراءتها و طبع ما تحتويه من أحلام في تقارير يومية تنقل عبر أنابيب إلي أرشيف الأحلام!

كل يوم هو نسخة من نسخة، كل شئ مكرر لا أحد يهتم لا أحد يري لا أحد يشعر!

كان أيالو ينتظر شيئاً ما لا يعلم ما هو ولكنه ينتظر ولكن عالمه كله أنهارت مقاومته وهو في طريقه للعمل و رأي شخص منتحر، توقف الوقت تماماً أخذ يشير ويحاول لفت الأنتباه ولكن لم يهتم أحد، يحاول الأستمرار…يحاول أن يكون ترس من الآلة ولكن مشاعره تهاجمه، يقابل أحد قبضة الأحلام…يخبره أنه يعرفه، لا يهتم أيالو بالأمر بعدها وتمر الأيام وحياة أيالو تعود علي سابقها دون أحلام!

كيفية التخلص من الأحلام؟!

تفقد بالونات الأحلام أهميتها بعد طباعة التقارير و تعامل كنفايات تقذف خارج حدود فانتزما لتجنب مخاطرها!

وفي أحد الأيام عندما يعود أيالو إلي منزله يجد بالونة أحلامه وصندوق به صورايخه الورقية ورسالة من قابض الأحلام!

إذن هم يعرفون أنه لا يحلم فماذا سيفعلون به؟!

“لا تشعر بالذنب” تلك كانت رسالة قابض الأحلام له ويطلب لقائه ولكن لابد من السؤال!

كيفية جمع الأحلام؟!

تدار الآلة فتطلق رياح تجذب بالونات الأحلام من كل مكان لتنتهي بها الي مركز الأحلام!

يتقابل أيالو مع قابض الأحلام ويخبره قابض الأحلام أنه لاحظ أنه يحلم منذ وجد جهاز سلب الأحلام فارغ فقرر متابعته وعندما قرأ أحلامه تغيرت أفكاره وأخبر أيالو أن المنتحر كان يحلم هو الآخر ولكنه لم يقدر علي أحتمال قدرته علي الحلم فإنتحر وهرب بنفسه، إذن هناك من يحلم غيرنا؟! كان هذا سؤال أيالو!
لم يجبه قابض الأحلام ولكنه أخذه الي غرفة الأحلام الكبري لتبدأ القصة!!

تلك هي الأجواء التي رسمها الفنان العبقري مصطفي يوسف في روايته المصورة الأولي و الفريدة من نوعها “أيالو”!

مصطفي يوسف معماري مصري درس فن القصص المصورة بجامعة لوفين للفنون في بلجيكا، حباً في السرد قام بإستخدام القصص المصورة كوسيط للتعبير عن الحيز المعماري و بالأخص تأثيره علي المجتمع، يظهر ذلك في أشكال المباني و تفاصيلها..ليس هناك ألوان و بالونات الأحلام لونها أسود، الرسومات بسيطة هادئة عندما رأيتها تذكرت أسلوب ورسم الفنان “جاسون” مؤلف “أنا قتلت هتلر” ولكن هنا أقل غرابة!

ليس هناك حوار كثير، أهتم مصطفي يوسف بالتعبير البصري و اعتمد علي الكادرات المتوالية كبديلاً مباشر عن الحوار والتعبير اللفظي، النتيجة مقبولة لحد كبير..أحب الأجواء القوطية..هناك إشارة في النهاية لجزء ثاني، أتمني أن تتبلور الفكرة أكثر و أكثر…نستطيع أن نعتبر بشكل كبير أن هذا الجزء هو مقدمة مقبولة! الجزء الثاني هو من سيحسم الأمر تماماً، و أتمني أن يكون الأمر جيد، فليس هناك فنان يخاطر كل يوم بكتابة رواية مصورة!

أيالو – 2016

صدرت عن دار تــويــا.

Share Button
Avatar photo

مصطفي سليمان

شخصية هلامية في بلد مش سحرية في مدينة لا تنام حتي الصبحية يحلم باللاشيء وان يموت علي وجهه ابتسامة وان يجد نفسه بواسطة نفسه بحب القراءة والأفلام والموسيقي لانهم بيطهروني بحب ربنا علشان هو ربنا مليش اخوات لا صبيان ولا بنات فيه مليون فكرة وفكرة بحلم انفذها ولكن ف الغالب ولا شئ بيحصل منها بسببي بدرس مسرح ولكن ليس لي اي علاقة بالمسرح بس هو ارحم من تجارة بس اسئلني لو احتجت تعرف شيء دا لو فيه حد قرأ دا اصلا!

اترك رد